تجربتي مع تشتت الانتباه لم تكن سهلة على الإطلاق فقد عانيت حقاً بسبب هذا الأمر المزعج فقد كنت دائماً غير منتبه أو مدرك لما يدور مِن حولي ودائماً ما كنت أشعر بالملل في الحديث مع أي شخص، وأسوأ ما في الأمر أنني لم أكن أقوى حتى على إنجاز أياً مِن المهام التي إعتدت على إتمامها على أكمل وجه فيما سبق، فما عدت قادر على تحقيق أي نجاح لا على صعيد العمل أو التعليم بل ولم أعد أقوى حتى على أياً منهما حقاً لقد كانت تجربة قاسية بالنسبة إلي فدعونا نتعرف معاً على تفاصيل تجربتي مع تشتت الانتباه.
تجربتي مع تشتت الانتباه للكبار

بدأ كل شيء حينما بدأت جودة حياتي تتدهور شيئاً فشيء حيث أصبحت فجأة ودون سابق إنذار كثير التشتت فلم أعد أتمكن مِن التركيز على أي شيء كما كنت أعاني مِن إضطرابات مزعجة في النوم، وحينما يفترض بي أن أؤد أياً مِن المهام التي إعتدت على تأديتها بدقة وجودة عالية لا أتمكن حتى مِن البدأ فيها حيث أجد نفسي لا أتذكر ما كنت أفعله أو ما يفترض فعله كما كنت كثير التشتت بكل ما يدور مِن حولي إلا الشيء الذي يفترض بي فعله لا أركز عليه ولو قليلاً وهذا الأمر سبب لي الكثير مِن التوتر فقد تسبب في فصلي مِن العمل حتى.
لكن ولحسن الحظ فقد نصحتني زميلة كنت أعمل معها ولديها ابن كان يُعاني مِن مشكلة التشتت وقد لاحظت أن الأعراض التي كان يُعاني منها ابنها تُشبه كثيراً الأعراض التي ظهرت علي فنصحتني بزيارة طبيب مخ وأعصاب وقد إستمعت لها فهذه الزميلة بشكل خاص محل ثقة كما أنها على قدر كبير مِن العلم.
المهم لقد أخذت بنصيحتها وذهبت إلى الطبيب وقد طلب مني إجراء بعض التحاليل الطبية وبعدما ظهرت نتائج التحاليل وجدت إتضح أني أعاني مِن نقص فيتامين ب12 مما تسبب في صعوبة وصول الأوكسجين إلى المخ وهنا أصبت بتشتت الإنتباه وفرط الحركة، وقد وصف لي الطبيب بعض الأدوية وهنا كانت بداية علاجي والتي إنتهت على خير فقد شفيت تماماً مِن تشتت الإنتباه وتمكنت مِن العودة لحياتي المعتادة وحتى إنني قد عدت إلى العمل مرة أخرى فقط إلتزمت بالأدوية التي نصحني بها الطبيب كما بحث أكثر عن هذا المرض وعرفت كيفية التعامل معه.
شاهد كذلك
تجربتي مع تشتت الانتباه عند الاطفال

كما سبق وذكرت فقد إنتهت تجربتي مع تشتت الانتباه على خير وقد تعافيت منه تماماً لكن ولسبب ما فإنه وبعد عِدة سنوات حينما تزوجت ورزقني المولى عز وجل بطفلي الأول لاحظت أنا وزوجتي أن الطفل قد بلغ مِن العمر عامين ولكنه لم ينطق ولو بكلمة واحدة وبعد الذهاب إلى الأخصائي أخبرنا الطبيب أنه يُعاني مِن مشكلة ضعف السمع فإشترينا له سماعة خاصة وقد كانت غالية الثمن للغاية بالمناسبة، وقد حولنا الأخصائي إلى طبيب نفسي والذي وصف لنا دواء ريسبدال ربع مللي مرتين في اليوم مرة في الصباح وأخرى في المساء.
بالفعل أدى الدواء مفعول جيد للغاية في البداية ولكن الفرحة لم تدم طويلاً حيث توقف مفعول الدواء بعد إسبوعين اثنين فقط مِن استخدامه مما إضطرنا للذهاب إلى جلسات تخاطب ولكنها هي الأخرى لم تؤتي بأي نتائج إيجابية، حتى وفي النهاية قررنا الذهاب لطبيب نفسي أخر وقد أخبرنا أن الطفل يُعاني مِن تشتت الإنتباه وفرط الحركة نتيجة للكهرباء الزائدة في المخ وقد أمرنا الطبيب بوقف الدواء الذي كان الطفل يأخذه فوراً وبدلاً منه نصحنا بدواء ديباكين 2 مللي مرتين في اليوم مرة في الصباح وأخرى قبل النوم، وبالفعل هنا كانت بداية علاج طفلي فقد بدأ فعلاً ينطق ببعض الكلمات كما لاحظنا أن حركته قد خفت كثيراً عن ذي قبل وأصبح أكثر هدوءً وإتزاناً.
قد يهمك
أعراض تشتت الإنتباه
خلال تجربتي مع تشتت الانتباه لاحظت أن لهذا المرض عدد مِن الأعراض كالتالي:
- عدم القدرة على الإنتباه سوى لفترة ضئيلة للغاية ومِن ثم تشتت الإنتباه بالكامل.
- ملاحظة الشخص لإرتكابه الكثير مِن الأخطاء الغير مبررة والتي لم يعتد على القيام بمثلها في الغالب.
- النسيان الدائم لكل شيء وفقدان الأشياء دائماً.
- عدم القدرة على الإلتزام بأداء المهام المطلوبة.
- الشعور بالملل دائماً وأنه ما مِن شيء مُثير للمتعة.
- عدم القدرة على الإستماع إلى التعليمات مِن الأساس ليس فقط عدم القدرة على تنفيذها.
- مواجهة صعاب وخيمة في تنظيم المهام والمواعيد.
- فرط الحركة بطريقة غريبة وجديدة.
- الإندفاع المفرط في كافة السلوكيات.
- عدم القدرة على الجلوس ساكناً لأكثر مِن نصف ساعة وفي بعض الأحيان 10 دقائق.
- عدم القدرة على الشعور بالهدوء أياً ما كانت طبيعة الأجواء.
- عدم القدرة على الإلتزام بالهدوء والجلوس في صمت.
- فرط الحركات الجسدية
- وبالنسبة للنساء فقد يكون الأمر مصحوباً بعدم إنتظام للدورة الشهرية.
- إتخاذ قرارات مندفعة دون ذرة تفكيرة واحدة.
- في بعض الأحيان قد يصل الأمر للشعور بالخطر دائماً.
- عدم القدرة على الإنتظار لقول ما يرغب الشخص في قوله وإنما يكون الشخص مندفعاً في حديثة ويقاطع الجميع.
تعرف على
هل تختلف أعراض تشتت الإنتباه عند الأطفال عن البالغين
مِن خلال تجربتي مع تشتت الانتباه فقد عانيت مِن هذا المرض بنفسي وأنا كبير وعانى منه ابني الصغير ولهذا فإنني خير شخص يُجيب عن هذا السؤال، وبالفعل تختلف الأعراض كثيراً عند الأطفال عن البالغين، ولكن ليس مِن السهل ملاحظة هذه الإختلافات وبخاصة أن سواء الأطفال أو البالغين فإن الجميع معرض لإرتكاب الأخطاء دون قصد، وعلى أي حال فإن أوجه الإختلاف في الغالب تكون على النحو التالي:
الأطفال
يتضح الإختلاف حقاً حينما يقوم الطفل بأداء واجباته المنزلية وفي المدرسة بشكل خاص حيث يُلاحظ أن الطفل دائماً ما يفقد ألعابه ولا يعرف أين هي وكذلك الأمر بالنسبة للأدوات المدرسية، كما لا يتمكن مِن التحدث بشكل منتظم أو إرسال أو إستقبال أي معلومات بالقدر المعتاد حيث سيشعر الأهل أن أداء الطفل يتراجع في كل شيء.
البالغين
أما أعراض تشتت الإنتباه للبالغين فإنها تظهر خلال التعاملات اليومية في العمل وقد يلاحظ أن الشخص يُحاول أداء كافة الأعمال المطلوبة منه ولكنه لا يقوى على إنهاء أياً منها للنهاية أو حتى على قدر مقبول مِن الجودة مما يؤل بهم في الغالب للطرد مِن العمل.
تعرف على
أسباب تشتت الإنتباه

سبق وذكرت سبب إصابتي بتشتت الإنتباه خلال تجربتي مع تشتت الانتباه لكن لهذا المرض أسباب أخرى عديدة مثل:
- عوامل وراثية
- الإصابة بخلل في مستوى الناقلات العصبية بالمخ.
- إضطراب كيمياء الدماغ.
- إنخفاض الوزن بشكل حاد.
- وجود تلف ما في الدماغ.