تجربتي مع الفيبروميالجيا وهو الألم الليفي العضلي كما هو معروف أيضاً في بعض المراجع، هو عبارة عن إضطراب يتسبب في الشعور بألم واسع المجال أو المدى حيث يصل لكافة أجزاء البنية العضلية الهيكلية في الجسم، ويكون هذا الألم مصحبوباً بشعور مزعج ودائم بالإرهاق، بالإضافة إلى إضطراب النوم والحالة المزاجية.
طبقاً للخبراء فإن مرض الفيبروميالجيات يُزيد مِن الشعور بالألم ويعظم مِن حدته عبر التأثير على طريقة معالجة الدماغ والحبل النخاعي للإشارات المؤلمة والغير مؤلمة، وفي هذا الصدد سوف نتعرف معاً على تفاصيل تجربتي مع الفيبروميالجيا وكل ما يخص هذا المرض الغريب.
تفاصيل تجربتي مع الفيبروميالجيا

في الواقع فإن تجربتي مع الفيبروميالجيا كانت صعبة للغاية فقد إستمرت حوالي ثمانية سنوات متواصلة مِن الألم المزعج والإضطرابات الحياتية المختلفة بعدما كنت شخص في قمة النشاط والحيوية فقد كنت معتاداً على بدء يومي بالتمارين الرياضية قبل الذهاب للعمل كما كنت مواظباً على الطعام الصحي والحبوب الكاملة حتى وفي أي الأيام وفي فترة مؤلمة مِن حياتي تعرضت للكثير مِن الضغوطات الناجمة عن الكثير مِن المشاكل الأسرية التي إستمرت لفترة طويلة أنهكتني للغاية جعلتني أقرب ما يكون للجثة الهامدة وبالرغم مِن أن مَن حولي في باديء الأمر كانو يشكون في أنني أدعي ما بي لأن الكسل كان أمراً جديداً تماماً علي شخصيتي فكما سبق وذكرت فقد كنت شخصاً نشيطاً حقاً.
لكن وحينما إستمر الأمر معي وأطال قررت مراجعة طبيب ما وقد عانيت الأمرين حتى توصلت إلى أن الأمر نفسي وأنني بحاجة للذهاب لطبيب نفسي فقد قمت بالكثير مِن التحاليل المختلفة التي تُشير كلها إلى أن صحتي الجسدية على أكمل وجه مما جعل قلقي يزداد شيئاً فشيء لكن وبعدما زهبت إلى الطبيب النفسي وعرفت أن ما أعاني منه هو مرض معروف وله اسم متداول في المجتمعات الطبية بدأت أطمئن بعض الشيء ولكن العائق الوحيد أمامي كان العلاج حيث لا يوجد أدوية أو علاجات مباشرة لهذا الأمر فالأمر يعتمد وبشكل كلي على الحالة النفسية فالمسبب للمرض مِن الأساس هو سوء حالتي النفسية ولهذا فإن الحل هو تحسين حالتي النفسية.
نصحني الطبيب أن أعود لممارسة الرياضة وأهتم بنظامي الغذائي وأتناول الطعام الصحي وبالفعل حاولت فعلها بالرغم مِن صعوبة العودة لممارسة الرياضة مرة أخرى ولكنني بدأت شيئاً فشيء كما عدت لتناول الحبوب الكاملة والغذاء الصحي وبالفعل لاحظت ان هجمات الألم التي كنت أعاني منها خفت شيئاً فشيء ومع مرور الوقت تمكنت مِن الإرتقاء في مستوى الرياضة التي أمارسها وتمكنت مِن منع الطعام الغير صحي بالكامل فقد كنت ألجأ له مِن الحين للأخر ولكني تمكنت مِن منعه وأصبحت حالتي أفضل بكثير صحيح لم أعد لسابق عهدي ولكني أصبحت أفضل كثيراً عن ذي قبل.
حتى نصحني الطبيب بمحاولة حل المشاكل الأسرية التي كنت اعاني منها وبالرغم من صعوبة الأمر وأن الأمور لم تحل بالكامل حتى يومنا هذا إلا أنني تمكنت مِن التحدث عما كان يؤرقني مع أفراد عائلتي وتمكنت على الأقل مِن تقبل الأمور وهو أكثر ما ساعدني على العودة لسابق عهدي بالكامل.
اقرأ كذلك
أعراض مرض الفيبروميالجيا

خلال تجربتي مع الفيبروميالجيا كنت أعاني مِن عدد مِن الأعراض المزعجة مثل:
- الإستيقاظ مِن النوم على ألم مزعج في كافة أنحاء الجسم.
- الشعور بألم شديد في الأنسجة الليفية وعضلات الوجه حتى.
- الصداع الدائم والغير منقطع.
- وفي بعض الأحيان كان القولون العصبي يؤرقني بعض الشيء.
- الشعور بتنميل ووخز في القدمين أو اليدين.
- التحسس إتجاه الحرارة وحتى البرودة.
- الشعور بالتعب الشديد في المناطق التالية: فوق الخصر وجانبي الخصر وأعلى الكتفين وفوق الصدر وحتى خلف الرقبة.
- الشعور بتيبس وألم مزعج في الفك.
- تصلب المفاصل والعضلات وبخاصة في الصباح.
- الأرق.
- عدم القدرة على التركيز أو تذكر أي شيء وفيما بعد وبدما تعرفت أكثر على مرضي عرفت أن هذا العرض يُعرف باسم باسم الفيبرو ضباب.
قد يهمك
أسباب الإصابة بمرض الفيبروميالجيا
مِن خلال ما أخبرني إياه الطبيب النفسي ومِن خلال تجربتي مع الفيبروميالجيا فقد وجدت أن لهذا المرض الكثير مِن المسببات المختلفة أهمها:
- عوامل وراثية.
- التعرض لعملية جراحية خطيرة دون أن يكون الشخص مهيء نفسياً بالقدر الكافي، وبخاصة عملية الولادة.
- المرور بأزمة نفسية حادة وبخاصة لو كانت ناجمة عن فقدان شخصاً ما.
- الإصابة بأحد الأمراض المعدية وبخاصة مرض الإنفلونزا.
شاهد كذلك
كيفية تشخيص مرض الفيبروميالجيا

مِن خلال تجربتي مع الفيبروميالجيا والتي طالت كثيراً وخلالها مررت بالكثير مِن التحاليل والأشعة المختلفة فإنه يوجد طريقتين اثنين لتشخيص وتحديد هذا المرض وهما :
تحاليل الدم
وفي الواقع فإن الأمر ليس فقط عبارة عن تحليل صورة دم كاملة وإنما يشمل مجموعة كبيرة مِن تحاليل الدم فيه يتم التعرض وبدقة على أداء الغدة الدرقية ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء، ويُمكن القول بأن تحليل الدم هو الخطوة الأولى والأهم لتشخيص المرض حيث لابد منها.
فحص النقاط المثيرة للألم
يقوم الطبيب بالضغط على نقاط مختلفة من الجسم للتعرف على أكثر المناطق إثارة للألم وفي الغالب فإنهن ثمانية عشر منطقة أو نقطة يقوم الطبيب بالضغط عليهم ومِن خلالهم يتعرف إذا ما كان الشخص مصاباً بالمتلازمة أم لا.
شاهد أيضا
طرق علاج الفيبروميالجيا
مِن خلال تجربتي مع الفيبروميالجيا فإن علاج هذا المرض يُمكن أن يتم وبشكل كامل عبر إتباع أحد أو بعض هذه الطرق:
- الإنتظام على ممارسة الرياضات الخفيفة مثل المشي وبخاصة السباحة.
- التأمل وممارسة بعض اليوجا مِن الحين للأخر.
- منح الجسم القدر الكافي مِن النوم والراحة.
- الحد مِن الكافيين قدر الإمكان.
- الإلتزام بنظام غذائي صحي.
- ضبط مواعيد النوم والإلتزام بها والعمل على تحسين جودة النوم.
- الحد مِن القلق والتوتر.
تعرف على
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الفيبروميالجيا
خلال تجربتي مع الفيبروميالجيا أخبرني الطبيب أن المرض ليس مقتصراً على فئة معينة مِن الناس أو عمر معين أو حتى جنس معين وإنما يُمكن لهذا المرض أن يُصيب أي شخص ولكن بعض الأشخاص تكون إحتمالات إصابتهم بهذا المرض أكثر مِن غيرهم وهم :
- في الواقع فإن حواي 70% إلى 80% مِن الحالات المسجلة بهذا المرض هن مِن النساء ولهذا فإنه يُمكن القول بأن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
- المصابون بإلتهاب المفاصل.
- وكذلك المصابون مِن مرض الذئبة.
- وحتى مَن يُعانون مِن الروماتيزم.
- مَن يُعانون مِن السمنة المفرطة.
- مَن لا يُمارسون أي تمارين رياضية على مدار يومهم.
قد يهمك كذلك
نصائح هامة للوقاية مِن مرض الفيبروميالجيا
مِن ناحية أخرى فإنني قد وجدت خلال تجربتي مع الفيبروميالجيا بعض النصائح المهمة التي مِن شأنها أن تقي الشخص مِن هذا المرض وهذه النصائح كالتالي:
- الإلتزام بممارسة التمارين الرياضية مِن الحين للأخر.
- المحافظة علة وزن صحي ومثالي.
- الإهتمام بعلاج إلتهاب المفاصل.
- زيادة القدرة على التحكم بالمشاعر والحد مِن الإكتئاب قدر الإمكان.
- الإبتعاد عن مسببات التوتر والقلق.