تجربتي مع نوبات الهلع يخلط العديد من الناس بين ما يعرف بنوبات الهلع ونوبات القلق، وتختلف نوبات الهلع تماما عن نوبات القلق في كونها حادة ومفاجئة، وربما تكون قد قرأت أو سمعت من قبل عما يسمى بنوبات الهلع، أو قد تكون شاهدت إصابة شخص ما بنوبة بالفعل، أو قد تكون من عسيري الحظ الذين يعانون أو سبق لهم المعاناة منها بأنفسهم، وفي حال كنت أيا من هؤلاء فأنا أرغب اليوم أن أشارككم تجربتي مع نوبات الهلع، وكيف استطعت أن أتغلب على الأمر.
المحتويات
إليكم تجربتي مع نوبات الهلع
بداية إصابتي بنوبات الهلع
- استمرت تجربتي مع نوبات الهلع إلى ما يقارب العام والنصف.
- فمنذ عام ونصف…رحل والدي، وكأي شخص طبيعي بكيت، لكن مالم يكن طبيعيا هو طريقة بكائي.
- بدأ الأمر في صورة نوبة بكاء شديدة ثم بدأت أشعر برجفة في أطرافي، ولم أعد أتمكن من التنفس.
- انتابتني رغبة ملحة في مغادرة المكان علني أستطيع استنشاق الهواء.
- استمر الأمر إلى ما يقارب الربع ساعة.
- بعد هذه المرة بات الأمر يتكرر على فترات متفاوته.
شاهد أيضا
رد فعل عائلتي
- لطالما أعتقد اهلي أن نحيبي العالي ليس سوي مبالغة في الحزن على رحيل أبي، وأن الأمر إراديا وسوف أتجاوز حزني أو أتحسن مع مرور الوقت.
- أخبر بعض الناس والدتي أن ما أمر به لم يكن طبيعيا، لكنها كانت مصرة أني لا أحتاج إلى تدخل معالج نفسي، وكيف لابنتي أن تذهب للعلاج النفسي وماذا سيقول عنها الناس؟!
تعرف على
رد فعل أصدقائي
- في بداية الأمر قابله رفاقي بالتفهم والمواساة، لكن بعد انقضاء بعض الوقت وخاصة عندما تكرر الأمر، اختلفت ردود أفعالهم.
- بت أتعرض لانتقادات ممن حولي بالإضافة لبعض التأفف والضيق بسبب رغبتي في تجنب الأماكن التي تعرضت فيها لحدوث نوبات، وقلقي وخوفي من تكرار الأمر بالإضافة إلى شرودي المستمر.
كيف أثرت تجربتي مع نوبات الهلع والاكتئاب على صحتي الجسدية؟
- بعد فترة من التوتر والقلق بدأت أعاني من بعض المضاعفات الجسدية.
- تساقط جزء كبير من شعري، وعانيت من التهاب في أعصابي جعل أطرافي ترتعش من وقت لآخر وتجعلني أعجز عن التحكم في يدي وتتساقط مني الأشياء.
- وما زاد الأمر سوءا هو إصابتي بقولون عصبي مزمن، بدا كل شيء كأن أمراضي الداخلية قد تسربت للخارج وأصبحت كل قطعة من جسدي تعاني معي.
الذهاب للطبيب
- حين شعرت بالأعراض السابقة لجأت إلى الذهاب لطبيب أعصاب.
- فوصف لي بعض مكملات فيتامين باء والمسكنات ومضادات الالتهاب لتحسين حالة الخدر والتهاب أعصابي، ولكن لم يساعدني ذلك كثيرا.
تحصيلي الدراسي
- أثرت تجربتي مع نوبات الهلع على حالتي النفسية وتشتت انتباه وتدني معدل تحصيلي مما أدي إلى تراجع مستواي الدراسي إلى حد كبير.
- حدث ذلك بالتزامن مع بعض المشكلات المادية والعائلية التي تلت رحيل والدي، وفقدت الرغبة في الدراسة أو المحاولة، ولم ألتحق بالجامعة هذا العام.
بداية رحلة العلاج مع نوبات الهلع
- في أحد الأيام ذهبت برفقة والدتي إلى المستشفى كي تجري بعض الفحوصات.
- كنت أنتظرها في الخارج وشعرت بالملل فأقدمت على التجول في الرواق، واستمعت قدرا إلى أحد المرشدين النفسيين يوجه طلاب التوعية النفسية الذي يشرف على تدريبهم.
- جذبني حديثه إلى حد كبير وشعرت أني قد وجدت ضالتي أخيرا، فقمت بانتظاره إلى أن انتهي وتحدثت معه حول ما ينتابني وما أفكر به.
- أخبرني المعالج النفسي ببعض العبارات المريحة ونصحني أن ابتعد عن المنبهات وأعدل بعض الأشياء في نمط حياتي كموعد نومي، وطلب مني أن أحاول زيارته مره أخري كي يتابع تطور حالتي.
- حين أخبرت أخي بما حدث ورغبتي في زيارة الطبيب، سخر مني وقال لي أنني قد جننت لأفكر بزيارة طبيب نفسي، وأن الناس سيتحدثون عني وينعتوني بالجنون إن قمت بذلك.
- سببت لي عبارات أخي الكثير من الحزن ودخلت في نوبة بكاء عارم، إن كان هذا رأي أقرب الناس إلى فماذا سيكون رأي الآخرين.
- لكني لم استسلم سرعان ما تجاوزت الأمر وأدركت أن طريق العلاج يبدأ من داخلي، فأخذت أبحث على الانترنت عن قصص وتجارب بعض الأشخاص مع نوبات الهلع.
- بدأت أفهم أكثر عن الأمر وغيرت مواعيد نومي وروتيني اليومي، وبدأت بممارسة الرياضة والكتابة والقراءة، وبدأت اطلع على قصص ملهمه لبعض الأشخاص الذين قد نجحو في التعافي والتغلب على الأمر.
- كان أكثر شيء ساعدني على التعافي هو قناعة توصلت إليها بعد كثير من الاطلاع والتأمل، وهي أن شفاء أي مرض يحتاج إلى الإرادة وأن المريض هو من يشعر بالألم وهو من يستطيع التخلص منه بالإصرار والإرادة، وليس بإثارة شفقة من حوله.
- ومع الوقت بدأت أشعر بالتحسن بفضل الله تعالى.
وبعد أن رويت لكم تفاصيل تجربتي مع نوبات الهلع، وددت أن أعرض بعض تجاربكم مع نوبات الهلع علها تلهم أحدهم وتساعده على الشفاء منها.
قد يهمك
تجاربكم واعراضكم مع نوبات الهلع
تجربتي مع نوبات الهلع – التجربة الأولى
- تنصح أحد السيدات بعدم مقاومة النوبة، وتقول: إنك حين تسمح بحدوث النوبة وتتوقف عن مقاومتها فإن ذلك بمثابة إقرار منك لعقلك الباطن أن هذا ليس حقيقيا، وأنك تعي أن جميع تلك الأعراض كاذبة ولا شيء سيصيبك.
- عندما تفعل ذلك سيشعر جسدك بالاطمئنان، وسيؤدي ذلك إلى تقليل أعراض نوبة الهلع تدريجيا إلى أن تنتهي تماما.
تجربتي مع نوبات الهلع – التجربة الثانية
- قرأت مسبقا عن استراتيجية التحكم في الأفكار وأثرها على تحسين أعراض نوبات الهلع.
- وفي أحد الأيام قبل خلودي للنوم حدث أمر ما وبدأت أشعر أنني على وشك الدخول في نوبة.
- حينها قلت بداخلي أريني أسوء ما لديك فأنا على أتم الاستعداد، وبالفعل بدأت حدة الاعراض في الانحسار تدريجيا إلى أن انتهت تماما.
- وبعد ذلك لم تتكرر معي النوبات سوى مرات قليلة جدا بأعراض خفيفة وفي كل مرة كنت اتبع نفس التقنية إلى أن تغلبت على الأمر تماما.
تجربتي مع نوبات الهلع – التجربة الثالثة
- حين أصبت بأول نوبة شعرت أن العالم على وشك أن ينتهي.
- خفت كثيرا من أن أعجز عن العودة لطبيعتي مرة أخرى وألا أستطيع التغلب على الأمر.
- كانت نوباتي حادة جدا وكانت تتكرر على فترات متقاربة بشكل منعني من الانغماس مع الناس وممارسة حياتي اليومية التي اعتدت عليها مسبقا.
- أسوء ما في الأمر أنه كان مفاجئا فلا يمكنك أن تتوقع متى تصاب بنوبة، أو أمام من تكون في أضعف حالاتك.
- ولكن بفضل الله أني لم أخض تجربتي مع نوبات الهلع بمفردي، فقد كان لدي أهلي الوعي النفسي الكافي ولم يحتج أحد منهم على لجوئي لمساعدة مختص.
- لجأت إلى طبيب نفسي لمساعدتي في تجربتي مع نوبات الهلع، وبدأت حدة النوبات تقل تدريجيا، كما بدأت الفترات بين كل نوبة وأخري تصبح أطول.
- بعد فترة تمكنت من التغلب على الأمر تماما بفضل الله تعالى، فأصبح من النادر جدا أن أصاب بنوبة، وحتى حين يحدث ذلك تكون الأعراض أخف بكثير وأقل خطورة من السابق.
قد يهمك
وبذلك أكون قد نقلت لكم تجربتي مع نوبات الهلع بشئ من التفصيل وبعض التجارب الأخرى التي ساعدتني في التغلب على الأمر.